[center]
في هذا الشهر المبارك شهر القرآن شهر العتق من النيران كما جاء في حديث أبي هريرة المتفق عليه أن رسول الله
قال: ((إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم ،وسلسلت الشياطين)). وفي رواية مسلم: ((وصفدت الشياطين)) لأن الذي يسلسل هو الشياطين من الجن كما جاء في رواية الترمذي وابن ماجه.
نعيش هذه الأيام المقبلةالمباركة صيام وتراويح قرآن وتسابيح صدقة ودعاء وبر وإحسان وغيرها كثير مما يتقرب بها المسلمون إلى ربهم في
هذا الشهر لقدكثر المصلون وهذا أمر طبيعي نشاهده في كل رمضان وأقبلت الأسر على الشهر الفضيل لتتزود التقوى ولكن كان هناك
من يبحث عن الحصول -بإذن الله- على الاجر العظيم في هذا الشهر فيحن المسلم إلى السلف الصالح
ليتزود من سيرتهم ويسلك نهجهم في السير إلى الله ابتغاء الأجر والثواب في هذا الشهر المبارك .
رحم الله الإمام مالك فقد كان يستأذن أصحابه بعد انتهاء درس العلم ليجلس مع الصحابة ساعة فيدارس
كتبهم ويقرأ قصصهم فينطبع في نفسه تلك القدوة التي لم يقدر له أن يعيش معهم فإن حرم معاشرتهم حية فسيرتهم زاد له على الطريق.
وقد كان الصحابة يدركون أن من أهم أهداف المسلم في رمضان...تكفير الذنوب ولهذا كانوا يستقبلونه بهذا المعنى
كما ورد عن عمر رضي الله عنه أنه كان يقول: "مرحباً بمطهِّرنا من الذنوب".
فهذا عرضا لبعض مواقف صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضوان الله عليهم
أولا مع القرآن الكريم
فلقد أولى الصحابة رضوان الله عليهم القرآن الكريم اهتماماً خاصاً في رمضان، فكان عثمان بن عفان - رضي الله عنه - يختم القرآن مرة كل يوم.
وكان ابن عمر - رضي الله عنهما - كثير البكاء عند قراءة القرآن، فقد ورد أنه قرأ سورة المطففين حتى بلغ يوم يقوم الناس لرب العالمين (6) "المطففين" فبكى حتى خر من البكاء.
وكان بعض الصحابة يختم القرآن كل سبع ليال، في التراويح، فقد ورد عن عمران ابن حُدير قال: "كان أبو مجلز يقوم بالحي في رمضان يختم في كل سبع".
بل كان الصحابة يعدّون من يقرأ سورة البقرة في اثنتي عشرة ركعة من المخففين، فعن عبد الرحمن بن هُرْمز قال: " كان القراء يقومون بسورة البقرة في ثماني ركعات، فإذا قام بها القراء في اثنتي عشرة ركعة رأى الناس أنه قد خفف عنهم. "
كما كان الصحابة يطيلون صلاتي التراويح والقيام، لا يقرؤون بآية أو آيتين كما يصنع بعض المسلمين، فقد ورد عن السائب ابن يزيد قال: "أمر عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أبَي بن كعب وتميم الداري - رضي الله عنهما - أن يقوما للناس في رمضان، فكان القارئ يقرأ بالمئين، حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام، وما كنا ننصرف إلاَّ في فروع الفجر".
بل إن صحابة رسول الله كانوا يطيلون في صلاة التراويح الى مايقارب بزوغ الفجر وما يكاد أحدهم ينتهي من السحر حتى يؤذَّن للفجر، فعن مالك عن عبد الله بن أبي بكر - رضي الله عنهما - قال: سمعت أبي يقول: "كنا ننصرف في رمضان من القيام، فيستعجل الخدم بالطعام مخافة الفجر".
ياسبحااان الله !!!! هل توجد مقارنة بين العصر الذهبي وعصرنا الحالي
حتى إن الصحابة كانوا يتركون مصالحهم وأشغالهم ويتنافسون في العبادة والتقرب الى الله عز وجل فقد
ورد عن نافع مولى ابن عمر أنه قال: "كان ابن عمر - رضي الله عنهما - يقوم في بيته في شهر رمضان، فإذا انصرف الناس من المسجد أخذ إداوةً من ماءٍ ثم يخرج إلى مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم لا يخرج منه حتى يصلي فيه الصبح".
بل كان القوم يحرصون على طول القيام مع كبر سنهم، ولم يكن هذا مانعهم من أن يطيلوا، فقد ورد عن سعيد بن عامر عن أسماء بن عبيد قال: "دخلنا على أبي رجاء العطاردي، قال سعيد: زعموا أنّه كان بلغ ثلاثين ومائة، فقال: يأتوني فيحملوني كأني قُفَّةٌ حتى يضعوني في مقام الإمام فأقرأ بهم الثلاثين آية، وأحسبه قد قال: أربعين آية في كل ركعة يعني في رمضان"، بل ورد أن أبا رجاء كان يختم بالناس القرآن في قيام رمضان كل عشرة أيام أما الأن فتجد بعضا من الشباب يتذمرون من أن يقرأ الامام أكثر من 15 آية
أسأل الله العفو والعافية
ولم يكن النساء أقل نصيباً في صلاة التراويح من الرجال، فيروي أبو أمية الثقفي عن عرفجة أن علياً كان يأمر الناس بالقيام في رمضان،
فيجعل للرجال إماماً، وللنساء إماماً، قال: فأمرني فأممت النساء.
أما مع الفقراء فكان للصحابة مواقف عظيمة فقد كان الصحابة لا يكثرون من الطعام في الإفطار، وكان بعضهم يحب أن يفطر مع المساكين، مواساة لهم، فكان ابن عمر رضي لله عنهما لا يفطر إلاَّ معهم، وكان إذا جاءه سائل وهو على طعامه، أخذ نصيبه من الطعام وقام، فأعطاه إياه، فيرجع وقد أكل أهله ما بقي في الجفْنَةِ، فيصبح صائماً ولم يأكل شيئاً.
أما في العشر الأواخر من رمضان ، فكانوا يجتهدون اجتهاداً منقطع النظير، اقتداء بالرسول - صلى الله عليه وسلم -، رغبة في بلوغ ليلة القدر المباركة، التي كانوا يستعدون لها استعداداً خاصاً، فكان بعضهم يغتسل ويتطيب في ليلة السابع والعشرين، التي رجح بعض العلماء أنها ليلة القدر، فيقضونها بين صلاة وقيام، وذكر وقراءة قرآن، ودعاء وتضرع لله - تعالى -، سائلينه أن يعتق رقابهم من النار.
أسأل الله ان نستفيد منه ونفيد بإذن الله
اللّهم اجعلنا فيه من المستغفرين واجعلنا فيه من عبادك الصالحين القانتين وأجعلنا فيه من أوليائك المتقين (المقربين) برأفتك يا أرحم الراحمين.
اللهم ارزقنا فيه طاعة الخاشعين واشرح فيه صدرنا بإنابة المخبتين بأمانك يا أمان الخائفين.
اللهم افتح لنا فيه أبواب فضلك وأنزل علينا فيه بركاتك ووفقنا فيه لموجبات مرضاتك وأسكنـا فيه بحبوات جناتك يا مجيب دعوة المضطرين.
اللهم افتح لنا فيه أبواب الجنان وأغلق عنا فيه أبواب النيران ووفقنا فيه لتلاوة القرآن يا منزل السكينة في قلوب المؤمنين.
آآآآآآآآآمين آآآآآآآآآمين آآآآآآآمين