Queen Admin
عدد الرسائل : 172 تاريخ الميلاد : 03/03/1988 العمر : 36 احترام قوانين المنتدى : الاوسمة : السٌّمعَة : 25 نقاط العضو : 114121 تاريخ التسجيل : 03/06/2009
| موضوع: وقفات مع الصائمات 29/7/2010, 11:02 | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله مقلب الأعوام عام بعد عام ، والشهور بعد الشهور والأيام بعد الأيام { يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ } [ النور:44] والصلاة والسلام على الهادي البشير ، والسراج المنير ، وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين ... أما بعد :
فمرحباً أهلاً وسهلاً بالصيام ** ياحبيباً زارنا في كل عام
قد لقيناك بحب مفعم ** كل حب في سوى المولى حرام
أختي الصائمة : أطل علينا شهر عظيم ، أوله رحمة وأوسطه مغفرة ، وآخره عتق من النار ، شهر القرآن والصيام شهر الجهاد والنصر ، شهر مضاعفة الحسنات والتوبة والغفران ، هو سيد الشهور ، فمرحباً به وأهلاً .
أختي الصائمة : في هذه الرسالة وقفات ونصائح ، تقبليها من محبة لك ، في هذا الشهر الكريم ، عل الله أن يتقبل منا ومنك الصيام والقيام إنه جواد كريم .
أولاً : احمدي الله – أختي الصائمة - على هذه النعمة العظيمة وهي إدراك شهر رمضان ، فشمري عن ساعد العزم واعقدي على التوبة من الآن ، وأري الله من نفسك خيراً في هذا الشهر الكريم ، فلعلك لا تدركينه في عامك المقبل .
كم كنت تعرف ممن صام من سلف ** من بين أهل وجيران وإخوان
أفناهم الموت واستبقاك بعدهم ** حيا فما أقرب القاصي من الداني
ثانياً : لا تكثري من شراء الأطعمة والمأكولات – عند بداية هذا الشهر – كما هو حال كثير من الناس ، فشهر رمضان ، شهر الصيام ، ليس شهر الأكل والشرب واعلمي أنه جعل هناك وجبتان فقط في هذا الشهر ، هما وجبتي السحور والإفطار ، للتخفيف على العبد ، حتى يستطيع أن يقوم بحقوق الله في هذا الشهر من صيام وقيام وتلاوة للقران .
وتذكري أن من فوائد الجوع الآتي : صفاء القلب ورقته ، كسر الشهوة في النفس ، صحة البدن ، التفرغ للعبادة ، تذكر حال الفقراء والمساكين ، شكر النعمة .
ثالثا: اغتنمي هذه الأيام واجعلي هذا الشهر شاهداً لك عند الله يوم يبعثر ما في القبور ويحصل ما في الصدور ، وأري الله من نفسك خيراً ، واسألي الله القبول ، فإنه علامة على التقوى ، قال تعالى { إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ } [ المائدة: 27]
رابعاً : لا تجعلي يوم صومك ويوم فطرك سواء فإذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والغيبة والنميمة ، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك .
خامساً : عودي أبنائك على صيام هذا الشهر العظيم ، واجعلي بينهم مسابقة لقراءة جزء من القرآن الكريم مع حفظ وجه واحد مع جائزة قيمة لمن يصوم أكثر أيام من غيره .
سادساً: اجعلي نيتك خالصةً لوجه الله – الكريم – وأنت تقومين بإعداد الإفطار ، واحتسبي عند الله تعالى أجر تفطير الصائم وإن كان زوجك وأبنائك وأفراد عائلتك فإن العمل بالنية ، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى ) وقوله : ( من فطر صائماً كان له مثل أجره ...) .
سابعاً: اجعلي لك رفيقاً دائماً وأنت في داخل المطبخ للطهي وإعداد الطعام ، ألا وهو : جهاز المذياع ، حتى تنتهي من إعداد الإفطار وأنصتي بجميع جوارحك لما يقال فيه من الخير العظيم في إذاعة القرآن الكريم . فهذه الإذاعة المباركة تقدم العلم النافع ، وتنتقل بك من روضة إلى روضة ، ما بين تلاوة وحديث وفتوى – من عالم –ونصائح وفوائد ، يقول سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله : " أنصح جميع المسلمين باستماع برامج إذاعة القران الكريم ، لأن فيها نفعاً وخيراً كثير..." .
ثامناً: احذري – أختي الصائمة –من العكوف على القنوات الفضائية التي يزيد شرها في هذا الشهر الكريم والتي تبث الأفلام والمسلسلات الهابطة والفوازير الماجنة ، حيث تذهب بروحانية الصيام ، قال تعالى : { إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } [ الإسراء: 36]
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع ) منها : ( وعن عمره فيم أفناه ) .
تاسعاً: حاولي جاهدة الانتهاء من إعداد الإفطار قبيل الأذان بربع ساعة ، واجعليها لقراءة القرآن والدعاء والاستغفار ، فإن للصائم في هذا الوقت دعوة لا ترد . ولا تنسي أولادك وأهل بيتك وجميع المسلمين من صالح دعائك .
عاشراً: عجلي بالإفطار بعد غروب الشمس مباشرة لحديث سهل بن سعد – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور ) [ رواه البخاري ومسلم ] ، ولا تغفلي عن البسملة قبل الأكل ، وأفطري على تمر إن تيسر ذلك ، ثم رددي مع المؤذن ما يقول ، واسألي الله الوسيلة والفضيلة لنبيك محمد صلى الله عليه وسلم .
الحادي عشر : لا تكثري من الأكل ، لأنه يثقل البدن ويدعو إلى التكاسل عن العبادة وصلاة التراويح وقيام الليل .
الثاني عشر : بادري إلى مصلاك بعد سماع أذان العشاء ، فصلي الفريضة وما كتب الله لك من صلاة التراويح .
الثالث عشر: جاهدي نفسك في هذا الشهر واجعلي لك ساعة من الليل لصلاة التهجد والقيام في وقت هجع فيه الأبناء ، وهدأ المنزل من الضوضاء .
ولا بأس بأن تمسكي بالمصحف للقراءة منه ، وناجي رب البريات وخالق الأرض والسماوات ، وانطرحي بين يديه واسأليه العفو والصفح ومغفرة الذنوب ، والثبات على الحق حتى تلقينه ، فرب دعوة صادفت باباً من السماء مفتوحاً نال صاحبها سعادة الدارين .
الرابع عشر : اجتنبي – أختي الصائمة – التطيب من طيب تظهر رائحته ، إذا كنت ممن يذهب إلى المسجد لأداء صلاة التراويح ، وكذلك الحذر من عدم التستر في اللباس ، لأن بعض النساء – هداهن الله – يخرجن إلى صلاة التراويح وهن متبرجات متعطرات ، وقد أبدين بعض مفاتنهن .
والمرأة المسلمة مأمورة بالتستر والحجاب الكامل ، فما بالك بمن خرجت للصلاة في هذا الشهر الكريم .
الخامس عشر : في العشر الأواخر من رمضان ليلة هي خير من ألف شهر ، ألا وهي : ليلة القدر ، وقال تعالى : { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ } ، وهي في الأوتار كما أخبر بذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم ، أي ليلة ( 21- 23 25-27 29 ) ، ومع ذلك فإن كثير من النساء – هداهن الله – يضيعون هذه الليالي العظيمة في الأسواق ، لشراء ملابس العيد أو حلوى العيد ، وهذا من الجهل والخطأ ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخلت العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله عليه الصلاة والسلام .
السادس عشر: لا تتكاسلي إذا جاءك العذر الشرعي فأنت منهية عن الصيام والصلاة فقط ، أما الأعمال الأخرى ( فلست منهية عنها ) ، من دعاء وذكر الله ، وتسبيح وتهليل واستغفار . ( ملحوظة: قد تحيض البنت وعمرها تسع سنوات، فيجب عليها الصيام عند ذلك ، ولا ينتظر إلى أن تبلغ خمس عشرة سنة من عمرها ) .
السابع عشر: إياك من النكوص والعودة إلى المعاصي التي كنت عليها قبل رمضان ، فلا تكوني مثل التي { نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثاً } [ النحل:92] ، وتذكري ما كنت تعملينه من صيام وصلاة وتلاوة قرآن وإخبات إلى الله ، تذكري روحانيات رمضان وكيف كنت تعيشين في سعادة وطمأنينة وعيشة هنيئة ، فكيف تريدين العودة إلى حياة الشقاء والضنك ، وصدق الله إذ قال : { وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } [ طـه:124] .
واعلمي – أختي الصائمة – أنك قد تتخطفك يد المنون وأنت قد خنت العهد مع الله ، بعد أن أعلنت التوبة إليه ، وبكيت بين يديه ، فنعوذ بالله من الحور بعد الكور .
الثامن عشر: عليك بالقضاء بعد رمضان حتى تدركي صيام ستة أيام من شوال ، لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر ) [ البخاري ومسلم ].
أخيراً : أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعلنا وإياك ممن تقبل الله منه الصيام والقيام ، وأن يجعلنا من عتقائه من النار ، وأن لا يجعل هذا العام آخر عهدنا برمضان ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . | |
|