اللجنة الدائمة للبحث العلمية والإفتاء
عضو عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس
عبد الله بن قعود عبد الله بن غديان عبد الرازق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
النسك لله بلا شريك
( النسك لله بلا شريك )
فتوي رقم 5339
س: إن في وطننا هذا يعقد حفل حول قبر رجل صالح في كل سنة ويذكر هذا باسم " عرس " ينسب ذلك إلي رجل من أولياء الله تعالي والغرض إيصال ثواب علي روح المتوفي ـ يذبح البقر والغنم في هذا التقريب ويطعم الزائرون المساهمون ويرجي بذلك التقرب إلي الله تعالي بالتوسل بالمتوفي ـ وليس هذا " العرس " عزومة فقط .
ومن الأعمال بهذا التقريب: إنارة القبور المنسوبة وتزيينها وتجميلها باللمبات الملونة والحجاب علي القبور المسطحة بالرخام أو الأسمنت وحولها ويدعو الناس وسائل الإعلام والنشر للحضور إليها ويحرق العود ويعقد حفل ميلاد النبي صلي الله عليه وسلم ويصلي عليه قائماً وقاعداً بصوت عالي ويغني أغنية الحمد والثناء بالآلات الموسيقية وبدونها ويسمي هذا " ذكر جلي " ويستلم جدر القبور ويزعم أنه عمل فيه بركة. يقرأ القرآن حول القبر ويصلي بجنبه يقبل هديات ونقوداً ويصرف المبلغ لبناء ساحات أو البيوت ليسكن الزائرون أو لبناء بيت مثل المسجد علي القبر أو مسجد بجنبه ومن الزائرين رجال ونساء وأطفال وهم يرجون رحمة الله والتوسل إليه ليرزقهم أولاداً ومالاً ويكشف عنهم الكرب عنهم والآفات والمرض وكذا وكذا ويدعو ورثة المتوفي أو من يناب أو المنظم أو الخادم الزائرين ليبايعوا علي أيديهم متبعين لسنة المتوفي هذا هو هدفهم لأن البيعة تهدي إلي طريق الرشد وبكل ذلك يتوقع التوسل إلي الله الكبير ورضاه وأن الناس يشد الرحال لزيارة القبر من مسافة بعيدة ويسافر الزائرون إلي أطراف البلاد وخارجاً عبر الحدود ليطبعوا صورهم في الجرائد ويفيدوا الناس ببيان قدومهم مثلاً : ( وصل خادم أجميز الشريف بالهند فلان ... بدكا أو كراتشي ) ويدعو الناس أن يستعجلوا بإعطاء الهديات والنقود ويبتدروا بقبول هديات من جهة النائبين قبل أن يغادروا. والهديات التي يعطون الناس زهور من بستان المتوفي أو قبره أو أرض المتصل بقبره وهم يرسلون خطابات مطبوعة إلي الناس حول العالم حتي غلي العواصم المقدسة ـ مكة ومدينة ـ ( وعاينت بعضها ) وكتبت هذه المراسلات إلي المسلمين البنجلاديش والباكستان بلغاتهم وهم مقيمون في السعودية للعمل والمراسلات التي رأيتها كانت من نائب " أجميز الشريف " بالهند يكتب في معني مواعد " المناسك " يعني كيف ومتى يفعل " طواف حول القبر " كيف ومتى يفتح " باب الجنة " وهو آخر دار القبر وكذا وكذا والعياذ بالله عز وجل ـ المهم أنهم يشجعون الناس ويحذرون بهذه المكتوبات ليبعثوا بهديات وأن يرسلوا عناوين أصدقائهم ممن يكونوا ويعاقبوا فيفعلون ما يؤمرون خشية العقاب ويحسبون أنهم يحسنون صنعاً. سيدي: عندنا غدير كبير جنب قبر رجل صالح ( ولقد توفي قبل سبعمائة سنة وكان داعياً إلي الإسلام معروفاً في التاريخ واسمه شاه جلال اليماني رحمه الله بمنطقة سلمت وفي هذا الغدير المذكور أسماك يزعمها مقدسة. إذا يموت أي السمك يصلي عليه صلاة الجنازة ويدفن وفي هذه المنطقة أكثر الناس لا يأكلون حمامة أو يمنع من أكلها بكونها منسوبة إلي ذلك الرجل الصالح وبعض الناس يعتقدون أنها من ممتلكات شاه جلال ـ فلا يؤكل ـ وكذا عندنا حاكية سلحفاة المقدسة وغيرها وقفاً نبكي، إن في عامنا هذا وفي هذا الأسبوع حدث أمر عجيب وحذرنا هذا جداً قد أعلن شخص ( وهو يتبع رجلاً لا نعلم عنه أي شيء ) ( أنه يريد عرس شيخه ) فأستورد 25 جملاً من باكستان ( الجمل حيوان غريب نادر في أرضنا ونقرأ عنه في قصص الصحاري والعرب ) وابتاع آلافاً من البقر والغنم وسكن البهائم بالمعارض في العاصمة ليراها الناس وكل هذه الأنعام ( هدي ) ( بشعار وقلاد محلي ) فجنت قلوب الناس بها حتي ساقوا بالجمل إلي محلها والدبابات ( أبو كفرتين ) والسيارات تجري أمامها وخلفها في الصفوف بكامل الاحتياط العسكري ـ فمئات آلاف من مئات الناس وخواصهم قد ساهموا ( العرس ) حتي عدد كبير من زعماء البلاد والمسئولين الكبار من المدنيين والعسكريين في الحكومة وخارجها كانوا فيمن سافروا إلي محفل العرس التي استغرقت ثلاثة أيام ولياليها بالسيارات وبالهليكوبتر ـ بايعوا الناس علي يد النائب والمرشد ـ ورد هذا الفعل والله موبق ما رأينا قبل فنخاف وإيماننا ضعيف وأن الناس علي دين ملوكهم أو كما تكونوا يولي عليكم وأستغفر الله إن الله غفور رحيم.
تستمر الأذهان والجوع باختراع قبور جديدة في أقصي الأرض وأدناها وتدعو الناس إلي هذه الحفلات الضالة وتحض الناس علي إنفاق المال وترغب وترهب بقصص مفتري عن جلالة وعظمة المتوفي وولي الله المفروض حتي تقف القطارات والحافلات بجانب القبور ويرمي الناس نقوده أو يسلم علي المتوفي وصارت هذه القبور مصادر في الاكتساب والمعيشة والعياذ بالله.
فأفتونا في هذه الأمور كلها في ضوء كتاب الله وسنة رسوله وإجماع الأمة بالبسط حتي تزول الشبهات والله ولي التوفيق وعليه الاتكال، وأدعو الله أم يحفظنا من الأعمال السيئة والشرك والبدعة وينظف صدورنا عن العقيدة الباطلة ويوفقنا أن نعبد الله مخلصين له الدين حنفاء ويهدينا بهدي النبي عليه الصلاة والتسليم في وطننا هذا بنجلاديش خصوصاً وسائر بلاد المسلمين عموماً ـ نحن ضعفاء في الدين والإيمان وعرض الأدنى، فشاورنا عن الواجبات في أزمتنا الدينية المذكورة وأن فتواكم ضروري ومهم وعاجل نظراً علي استعجال الكفار والشياطين تجاه الكفر والشرك والبدعة وحتى الآن كنا من الغافلين ـ فيغفر الله لنا ولكم ؟
الحمد لله وحده والصلاة والسلام علي رسوله وآله وصحبه...
وبعد :
جـ : هذه الأمور التي ذكرت أمور منكرة بلا شك وبدع وضلالات أوحي الشيطان بها إلي ضعفاء العقول وقليلي البصائر ليصدهم بها بواسطة أتباعهم المتآكلين بها علي صراط الله المستقيم الذي هدي الله له الفرقة الناجية من بين فرق هذه الأمة. فليس في الإسلام إقامة احتفال بمولد شيخ ولا نبي ولا غيره وليس في الإسلام ذبح لغير الله بل هذا شرك أكبر يخلد من مات عليه في النار لقول الله عز وجل : { قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الأنعام162، وليس في الإسلام أيضاً تبرك بأحجار وتراب القبور، فهذا من أنواع العبادة وأهلها وإشراكهم مع الله سبحانه وتعالي هو شرك أكبر وليس في الإسلام بناء علي القبور أو تخصيص أو ترخيم لها بل ذلك مما نهي عنه صلي الله عليه وسلم وليس في الإسلام عمل أي عبادة عند القبور لا صلاة ولا تلاوة ولا ذبح ولا توزيع طعام ولا طواف بها أو غير ذلك، إنما المشروع أن تزار للعظة وأن يدعي لأهلها وليس في الإسلام توسل بالأموات مطلقاً لا بجاههم ولا بحقهم ولا بدواتهم بل ذلك من البدع ومن وسائل الشرك وإنما التوسل يكون بأسماء الله سبحانه وصفاته وتوحيده والإيمان به وسائر الأعمال الصالحات، ومن الأدلة علي ما ذكرنا من تحريم التبرك بأرض القبور وأهلها وأن ذلك من الشرك الأكبر ما رواه الترمذي وغيره بإسناد صحيح عن أبي وافد الليثي قال : خرجنا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي حنين ونحن حدثاء عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " الله أكبر إنها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسي { اجْعَل لَّنَا إِلَـ هاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ }الأعراف138".
وبالله التوفيق وصلي الله علي نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحث العلمية والإفتاء
عضو عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس
عبد الله بن قعود عبد الله بن غديان عبد الرازق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
( من بدل دينه فاقتلوه )
السؤال الثاني من الفتوي رقم 4400 (1)
س: هناك من يقول : كل من يتقيد برسالة محمد ( صلي الله عليه وسلم ) واستقبل القبلة بالصلاة ولو سجد بشيخه لم يكفر ولم يسمه مشركاً حتي قال إن محمد بن عبد الوهاب الذي تكلم في المشركين في خلودهم في النار إذا لم يتوبوا قد أخطأ وغلط وقال إن المشركين في هذه الأمة يعذبهم ثم يخرجهم إلي الجنة وقال إن أمة محمد لم يخلد فيهم أحد في النار .
جـ : كل من آمن برسالة نبينا محمد صلي الله عليه وسلم، وسائر ما جاء به في الشريعة، إذا سجد بعد ذلك لغير الله من ولي وصاحب قبر أو شيخ طريق يعتبر كافراً مرتداً عن الإسلام، مشركاً مع الله غيره في العبادة، ولو نطق بالشهادتين وقت سجوده لإتيانه بما ينقض قوله من سجوده لغير الله لكنه قد يعذر بجهله، فلا تنزل به العقوبة حتي يعلم وتقام عليه الحجة ويمهل ثلاثة أيام إعذاراً إليه ليراجع نفسه عسي أن يتوب فإن أصر علي سجوده لغير الله بعد البيان قتل لردته لقول النبي صلي الله عليه وسلم : " من بدّل دينه فاقتلوه " . أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما، فالبيان وإقامة الحجة للإعذار إليه قبل إنزال العقوبة به لا ليسمي كافراً بعد البيان فإنه يسمي كافراً لما حدث منه من سجود لغير الله أو نذره قربة أو ذبحه شاه مثلاً لغير الله وقد دل الكتاب والسنة علي أن من مات علي الشرك لا يغفر له ويخلد في النار لقوله تعالي : { إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ }النساء48، { مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ }التوبة17.
وبالله التوفيق وصلي الله علي نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحث العلمية والإفتاء
عضو عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس
عبد الله بن قعود عبد الله بن غديان عبد الرازق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
( الذبح لغير الله شرك )
السؤال الرابع من الفتوي رقم 4360
س: هل من شهد أن الله هو الخالق الرازق وأن الرسول هو محمد صلي الله عله وسلم ولم يفعل شيئاً إلا الصلاة ولو يسجد لشيخه ويذبح لغير الله فهل هو مسلم أم لا ؟
جـ : السجود لغير الله شرك، والذبح لغير الله شرك أيضاً، فمن سجد لغير الله أو سجد لغير الله بعد بيان حكم ذلك له فهو مشرك كافر لايقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً وإن صلي وصام، فإن أعمال المشرك لا تقبل منه، وإذا مات علي الشرك فإن الله لا بغفر له. قال تعالي : { إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ }النساء48، وقال تعالي { إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ }المائدة72، وقال تعالي { وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }الأنعام88، أما إن تاب قبل الموت توبة نصوحاً فإن الله يغفر له كما قال سبحانه : { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً }الزمر53 . أجمع علماء الإسلام علي أن هذه الآية نزلت في التائبين، أما آية النساء وهي قوله تعالي : { إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ } فهي نزلت في حق فير التائب وهم الذين ماتوا علي كفرهم ومعاصيهم. نسأل الله تعالي السلامة .
وبالله التوفيق وصلي الله علي نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحث العلمية والإفتاء
عضو عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس
عبد الله بن قعود عبد الله بن غديان عبد الرازق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
( النذر لغير الله شرك )
السؤال
س: ما حكم النذر لغير الله ؟
جـ : النذر لغير الله شرك، لكونه متضمنا التعظيم للمنذور له والتقرب إليه بذلك، ولكون الوفاء به له عبادة إذا كان المنذور طاعة والعباد يجب أن تكون لله وحده بأدلة كثيرة، منها قوله تعالي : { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ }الأنبياء25، فصرفها لغير الله شرك .
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ }الأنبياء25، فصرفها لغير الله شرك.
وصلي الله علي نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحث العلمية والإفتاء
عضو عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس
عبد الله بن قعود عبد الله بن غديان عبد الرازق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
السؤال الخامس من الفتوي رقم 4042
س: عندنا أناس كثير ينذرون الذبائح لغير الله من الأموات وفي نفس الوقت يقولون يارب ـ مثلاً ـ يارب لو نجح ابني أو بنتي سأذبح لك يا شيخ فلان خروفاً ؟
جـ : النذر لغير الله شرك، والذبح لغير الله شرك، لقول الله سبحانه : { وَمَا أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللّهَ يَعْلَمُهُ }البقرة270، وقال تعالي : { قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ }الأنعام162، 163، وقوله صلي الله عليه وسلم : " لعن الله من ذبح لغير الله " . والنذر داخل في قوله تعالي : { ونسكي }.