الخلاف ليس رحمة
س - قلتم في كتابكم زاد الداعية إلى الله - عز وجل - ما نصه .. { أما التفرق والتحزب فإن هذا لا تقر به عين أحد إلا من كان عدواً للإسلام وللمسلمين } .. والنبي ، - صلى الله عليه وسلم -، يقول اختلاف أمتي رحمة ، فما المراد بهذا الخلاف هو الرحمة .. وما التفرق المقصود في كلامكم حفظكم الله ؟
ج- أما الحديث الذي ذكره السائل فهو حديث ضعيف ولا يصح عن النبي ، - صلى الله عليه وسلم - ، لأن الله يقول { ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ، ولذلك خلقتهم .. } الآية . فجعل الله تعالى الاختلاف من صفة غير المرحومين ، فالأمة لا يمكن أن تختلف .. بل رحمة بها ألا تختلف .. لا أقول لا تختلف أقوالها ، فإن الأقوال قد تختلف ولكن لا تختلف قلوبها .
وعلى تقدير أن يكون الحديث صحيحاً أو حجة فإن معناه أن الخلاف الواقع بين الأمة في آرثهم داخل تحت رحمة الله .. أي أن الله تعالى يرحم المجتهد منهم . وإن وقع بينهم خلاف في اجتهادهم ، بمعنى أن الله تعالى لا يعاقب من جانب الصواب وقد اجتهد فيه ، خلاف في اجتهادهم، بمعنى أن الله تعالى لا يعاقب من جانب الصواب وقد اجتهد فيه ، كما ثبت عن النبي ، - صلى الله عليه وسلم -، أنه قال { إذا حكم الحاكم فأصاب فله أجران ، وإن أخطأ فله أجر } .. هذا معنى الحديث إن كان حجة وإلا فالصحيح أن الحديث ضعيف .. وليس ثابتا عن رسول الله ، - صلى الله عليه وسلم - ، وبناء على ذلك لا يقع خلاف بين ما ذكر في " زاد الداعية " وبين هذا الذي قيل إنه حديث .
الشيخ ابن عثيمين
* * * *